ألا إنَّ نصر اللهِ قريب

حياتنا مزيج بين حلوٍ ومرٍّ، بين فرحٍ وترحٍ، فلا تحزن إن داهمتك الآلام والأحزان مرَّةً فبإذن الله بعد العسر يسرين ينسيك همَّ يومٍ ويومين.

استشعر عناية اللهِ بك ورعايته لك، وما أحاطك به من نِعَمٍ كثيرةٍ، وكيف أنَّه سبحانه يدبِّر الأمر كلَّه بلطفه ورحمته، فهل يا تراه يتركك مكسور القلب دون أن يبدِّد حزنك وألمك؟ بل حاشاه أن يفعل ذلك.

ثِق بربِّك ولا تفقد يقينك به ﷻ، لحظات الألم وإن كانت بطيئةٍ متعِبةٍ مرهِقةٍ اصبر واستعن باللهِ فإنَّها ستمضي مهما بلغ مداها ومهما كانت استحالة انفراجها، واعلم أنَّ الله لا يعجزه شيء وإن أراد شيئًا إنَّما يقول له كن فيكون.

ترقَّب البشرى وكن صابرًا متفاءلًا، قم بين يدي اللهِ في جوفِ اللَّيل تصلِّي تدعو تشكو له ما أتعب قلبك دكَّ روحك أهرم حياتك بضعفٍ وانكسارٍ وذلٍّ، اسأل الله الفرج، اسأله أن يقوِّي قلبك أن يلهمك صبر أيُّوب أن يبدِّد أحزانك أن يشفي أسقامك وأن يبعد عنك البأساء.

هذه الأتعاب لم يسلم منها الأنبياء، وسرت في وريد أشرف الخلق ﷺ فضرب لنا أروع الأمثلة بصبره على أذى أهله أهل مكَّة قريشٍ؛ فكان نصر الله قريب.

لا تعجل متى نصر الله؟ ألا إنَّ نصر اللهِ قريب.